بسمه تعالى
إلى الأخ العزيز ..الحاج عبد الأمير حسن السمك
ردّا على أبياته التي بعثها بمناسبة ميلاد ابني علي ، والتى فاضت بكثير من
المشاعر الأخويه الصادقه ، ومقدمة هذه القصيده جائت مرتجله مباشرةً بعد ان قرأت أبياتك .
لقد مـرت بـما فـيها الليـالـي كـذاك الـدهــر لا يبـقى بـحالِ
مضى عـهـد الطفـولة مثل حلــمِ يـمـر بفـكـرنـا مــرَّ الـخـيــالِ
مضى ذاك الزمان بطيب عيشٍ بسـيطٍ لـم يـعـكـر بـالــوبــالِ
تخـذنا العيش في مرحٍ ولـهـــوٍ وكـان الــهـم لا يـمـررْ بـبــالِ
أتـذْكر عهــدنـا لــمَّـا لـهــونـــا مـزجـنــاه ُ يــمـيــنـاً بالـشمــالِ
ولـم نـعبـأ بمـا تـخـفـي الليـالــي ومـاكــنّـا لنـخـشـى بالــمـــآلِ
عـبـثـنـا إنـمـا عبــثــاً بـريـئــاً ولــم نـعـبـأْ بـقـبـحٍ أو جـمـالِ
فـكـم حــلمـاً رسمنا في الخيال وكــم بـيـتـاً بـنـيـنـا في الرمالِ
وكــنـّا مثـل غـرِّ الـطير نـلهــو ونـهـزأُ بالصـعابِ ولا نبـــالـي
أتذكـر من وراء البـيـت لـمــّا صنـعنا بـيرقــاً صُـنـْع الخيـــالِ
حلـمـنـا أن يـكـون لنـا فرحنـا نـحقـق ما نـريد بلا اتـكـــالِ
أمـا والله قــد مضت الليــــالي وكــلٌّ بالـعـناء مـضـى لـحــالِ
شُـغـلـنـا بالـحيـاةِ وكــل حــيٍّ بـهــمِّ العيش يُشـغـلُ والعيــالِ
تـنـوّعت المشـارب واخــتـلـفنا بـمـا نـهـوى فـكـلٌّ في مـجالِ
فـمنـّا من تقـمّص ثوب غــربٍ ومــنـا من تـمسـك بالـعـقـــالِ
وهــذا سـار مـتـجـهـاً يـمــيـنـاً وذا قــد ســار يقصـد للشـمالِ
ولكن في بني الأخـــوان عـهـدٌ تـأصـّل بالـمـحبـة في اتـصـالِ
إذا ضـاق الـفضـا وازداد همّي لضـنـْك العيـش أو أمرٍ عـضالِ
وإمّـا جشـمـتنـي الـجـور منـها ليـالي الـغـدر إذْ بـهـمـو قِـبالِي
يهـدْهـدني التحامهـمُ بـوجـدي ويسـعدني إذا شعرو انفعــالـي
يحوطوني كمثل العين حِيطت بأهذابٍ تصـون عن الـقـذالِ
أحـبايَ اللذيـن بـهـم تـنـامــى شـعـوري بالـمـحبـةِ والــدلالِ
وإن عن وصلهم قد كنت دوما بـدورات التـناوبِ في انشغــالِ
ولكن وسط قلبي هـم وعـقلـي وذكرى وصلـهـم دومـاً ببالـي
فلا تـحسب أبا ( فطوم ) أنـّي وإن لـم نـلـتـقي في كل حـالِ
بأن أنسـى وهـل ينسـى محبٌّ لـمـن يـهـوى ومن يهوى يغالي
وأني يا صديق الـعمـر تـدري جـفاء الناس ليست من خصالي
فهل أجفـو أخي ورفيق عمري ومـن لـم تُـبـلِ مـعـدنـه الليالي
ربـيـبـي للطفولةِ كـنت يـومــاً وأنت اليـوم صنـوي بل مثالي
أخوك : حسن الحلواجي