اباق في برج  العلى  الإصرار    لولاك  ما  شعت  به الأنوار

قد جئت في هذا الوجود  تكرما    فأقمت  مجدا  ملأه  أســـرار

والكون أشرق من صياءك نوره   لولاك  لاشمس  ولا  إسـفار

تهوي السماء  بجنب قدسك ذلة    أنت  السماء  ودونك الأقمار

أنموذج  حـيّ  ٌ لشخص  محمد    بل  نفـسه  ووزيره  المختار

ملك وكل الأرض تحت يمينه  والجوع ينهب في الحشى وأوار

ملك  يدوس  على  الـدنا بترفع    إذ  أن  نفـسـك كـلـها إكـبــار

إن  بتّ  ليلك  جائعـا  متضورا    فـلأن   جــودك  كـلـه  إيثار

أو قمت  ليلك  عــابدا مـتـهجدا    أفهل  بغيرك  فـاخــر الجبار

أو إن  مددت  إلى  الفقير بخاتم    فلمثل  هذا  في الكتاب يشار

كفٌّ  إذا  مـدت  فتـلك  سحــابةٌ   تروى بناهل فيضها الأمصار

كف إذا  ملكت  فمثل  نقيــضها   لا يعتـريها الفـقــر  والإقـتار

كف تظلل فوق هامات  الورى   وكما تظلل عن لظى الأشجار

مدت إلى هذا  الوجود  بخيرها  كالغيث  تحيا إن همى الإقطار

كالغيث يسقي محْلها وخصيبها    وليرتويه  النجــم  والأشجار

والخــير فيـض  سائغ  ونوالــه    يرتــاده  الأخيــار والأشرار

قصدو حياضك سلسبيلا صافيا    تومي  إليه  وتـقصد  الأخيار

إذ ذالـكــم  أصـل العــدالة كلها    وعلى مدارالأصل فهي تدار

مُدت  لهم  يوم  الغدير فبويعت    بالأمر  يشهد  أحمد  المختار

ثم انثنت  من  بعد عين شهيدها    عن بيعة زاغت لها الأبصار

نـكــرو  عـليــه  حـقـه وتذرعو    وتـوالت  الأسباب والأعذار

كلا  لعمـرك  والحــياة تجاربٌ    وتمحّصٌ  وتمحّضٌ  وثـمـار

رصدو صفات  نبيهم وخصاله     وتكاثرت في وصفه الأخبار

وترصّدو منه الشوارب واللحى   وتقيسُ  طول  ثيـابــه الأفتار

لم يـتـركــو  شيئا  ولم  يتهاونو    في  جـانـبٍ  إلا إليه  أشـارو

إلا  منـاقـب  حيــدر لـم  يذكرو    أودى  بها  النسيان والإنكار

خُلق  ابن  آدم  ناسيا  متـنـاسـيا    يسهــو  كذلك  تخلق الأعذار

والعقل  إما  شاء  ينسى  عامدا    فاكفف فلن يجدي  له التذكار

أفهل  ترى  جهلو مكانك  بينهم  من كنت في أعلى البيارق نار

أم  ياترى  لم  يؤمنو  بل هادنو   واليوم قد طفحت بها الأغوار

فاعجب ولا عجبٌ لقوم قد عمو   لا يعلمون  بأي  درب سارو

عرفو الهدى  فتحــيرت ألبابهم    ورأو  ضيائك  ثم  عنه دارو

لاغرو إن  شبحت  لك الأنظار    وتحــيرت  في كنهك الأفكار

لا غرو أن حاطت بك الأخطار  وتزاحمت من حولك الأنصار

وتمـيزت  من  غيظها الأشرار    وتـبـادرت  للوائك  الأحـرار

وتـفرقت  زمـر عليك  بـحـقدها   وتقاربت  في  حبك الأمصار

وتطاولت  زمر ٌ عليك  بجهلها    وهوت سجودا عندك الأحبار

أنت  الذي  فــرد  بكـل مـــزيةٍ    ترنو له الأصحاب والأنصار

من ذا سواك  ببطن  أقدس  موضع  كانت  ولادته  ولا  تكرار

من ذا فتىً  خاض  الحروب  مجاهدا والآخرون  أتتهم الأخبار

من  باع  غيرك  نفسه في ليللة  شحذت صوارمها لك الأشرار

من ذا  ببدر  ثم  أحــد  لم  يزل    في الحرب يبرق سيفه البتار

فـــردٌ أراك  ودونك  الأقـــران كالشمس تعكس ضوئها الأقمار

فرد ومالك  في الوجود مرادف    إلاك  من  بعـد  النبي  يشار

         

                 انقر هنا لمزيد من القصائد