ردّاً على قصيده ( الأفلاس ) للشاعر محمد هادي الحلواجي .1999م
وقد قلت له ممازحا هذا البيت عبر الهاتف وقد غيرت فيه كلمه واحده
( أتاني أبيت اللعن أنك مفلس وتلك التي أهتم منها وأنصب )
فاجاب بقصيده مطوله مطلعها ( إذا كان للإفلاس دين ومذهب )
وكـنت إذا للسـوق يوما دخــلتها
أسير كما الطاووس بالنفس معجب
أســـير اختـيالا مُــترفا مترنحا
يمـــيـنـا شـمــالا بـــينـها أتقلب
وكانـت إذ ا لاحــت أمــاميَ سلــعة
فلا أرعوي للسعر بل عنه أحجب
أقـلــب فـيـهــا بازدراءٍ كأنني
أمــنُّ عـليهـا حين بالأمر أرغب
أخـــال كأني قـد أتـيـت مخــلّصا
فأنـفش ريشي عند ذاك وأطرب
وأجلـسُ والأهـلـون حولي كأنني
أنا البدر و الأهلون ح ولي أشهب
و أفـتــح أكـيـاسي أوزع ما بها
كأني مليكٌ للــرعـيـة يـوهـــــب
إلى أن أتى يومٌ بُــليتُ بنحــسه
و ما زلت في نحسٍ أعيش وأنصب
لـقـد كــان يــومـا في حياتي شاهد
بأني طوعــــا رغـم أنفي أُسلب
بـُليــت بـقـرضٍ للـبـنــاء اذ لـني
سعيت إليه جـــاهـدا فيه أرغب
ولـكـنـنـي فـوجـئـت لما وجدتـني
أ سيرَ قروضٍ كـلها فيّ َ تنهب
أُ مـــد د قــرضا ثـم آخـذ غيره
و من ثَـــم للتـأخيــر للبنك أكتب
رجاء اً لعلي أسـتـفـيـق من العنى
و أُغـفــلُ همّاً في فـؤادي يلهب
أبيت بليــلــي و الجفون تقرحت
أُغالب غصات الديــون فأُغلب
أهيـــم بفكري لا بطوعي و إنما
يهـيــم بها هــم الديـون و يلعب
فصرت إذا بالســوق عندي حاجة
أمرُّ و طرفي عند رجلي يرقُب
و إن غالـبتـني رغبتي حاربتها
و عــزّرتها عمـا تريـد و تطلب
وصرت بشرقٍ إن لمحت بضاعة
أشيح بوجهي عند ذاك وأغــرب
أهرول ما بين المتاجــر خـلـسة
وأرقب أو أغضي وألوي وأحجب
ألفّـق ُ عـيـبـا في البضائع كـلها
و أهزأُ ممن يشتريها و أعجب
أُصدق نفسي حين أكشف عيبها
و اعلم ُ علم الحــق أنـي أكذب
وإما رجعت البيت ملت بهامتي
و أوهمت من في البيت أني متعب
وياصاحبي في اليسر والعسر أنني
وقعت وإن قد كنت بالأمس أهرب
خشيت لك الإفلاس حتى جرعته
وما كنت عن نيل الغنا أتهيّب
و يا صاحبي قــد قـلـتها غير مرةٍ
بأنك في دنيا التحضــر مكسب
فكيف و نحن اليوم نحــي تخلّفاً
يذحّل ما بين القلوب و يخـــرب
وإن أخى الإفلاس من لا أخــاً له
وإن غنيَّ النفس من لك يصحب
فإن كان للإفلاس ديــنٌ ومذهبُ
فخذني إليه أنني فيه أرغب