أني عهدتك صـــادقــا متـــرفعــا

مـتـفـهـمــا مـتـنـزهــا متورعــا

الثــوب منك نـقـيـــة أذيــالهــــــا
والقلـب من نـور اليقن تشعشعـا

والصـبر عـنـد الحادثات سجيــــة

للـثـابــتـين علـى الطريقة شرعـا

ماحدت يوما عن طريقك خطــوة

كـلا ولا ممشـاك امـسـى بلقعـــا

فأين ماترنــــو فـأرضـك خصبـــة

وأين ما تخطــو تـفجــر منبـــعــا

حـتى اذا الـهمم العظام تـراكـمت

وامـام صـدرك كـالجـبـال تجمعـا

فـرقـتـهــــا فـي عـزمــةٍ وتــوقّــدٍ

وجـعـلـتـها تترى تتابع مســـرعا

أنت الـذي دوّى نـشيـدك جــ‎اهرا

مــا باله يـبدو لنـــــا مــتــقطعـا

مـتـخـافـتـا مـتـهـرّءاً مـتــوزعــــا

مـتـحـشرجـا فـي بحّةٍ متزعزعــا 

غــرّد بـشعـرك دون أي تـحــرّجٍ

واصـدح بـه بـين الـورى مترفعـا

أوبـعـد ذاك العـهـد تـرجع ناكـثـا

حـاشى لعهدك أن يكون مضيعـا

مــاذا يضيرك لو ثبت على الهدى

وتـركـت أهـواء الـنـفـوس ترفعا

مـاذا يـضـيرك لـو صـمت بحنـكـةٍ

فـالصمـت للحكماءيلجم مصقعا

مـاذا تـريـد ونهج دربـك واضــحُ

والـحــق يفضح باطلا متبرقعــــا

لاتـغْـريـنـّك صـولــةٌ او جـــولــةٌ

أو كـلـمـة ترمي الأنام تمزعــــا

فالغيّ يـعـمي كـل قـلـبٍ تــائــــه

والــحب مثل المــاء يحي البلقعــا

كـن بـالبـصيرة ثـاقـبـا متمحـصــا

لاتـعـجـلـنّ ولاتكن متسرعـــــا

أو ربـما مـثـل الربـيـضـة سائبــــا

مـتـنـصـلا في كـل أمـر طـيـّعـــا 

وتـظـن أنـك عــالـــمٌ مــتبــحّـرٌ

وأنـت لا تـدري تـسـير مضيـعـا

إذْ لاتــرى الاّ لـرأيـك صـائبــــــا

مـتـحـذلـقـا فـي ما ترى متقوقعا

ودع التـطـرف والـتـعـصـب جانبا

وانـظـر فـذا نــور الهدى مترفعــا

يُعشي النواظر والـوجـوه فـتـنـبري

كالشمس واضحة تلوح تشعشعا

تلك الـحـقـائـق والـثـوابت كلهــا

تـدعـوك اقــبل لاتـكن متمنعـــا

الـيوم صـوتـك صــادح متمكـــن

ولـربـما تـمسي غـدا متضعضعـا

عُـد للـحقـيقـة وابـتـغـيها وحدهـا

سترى طريقك واضحا مـتـجمعا

فـاذا تـرائـت عـنـد وجهك بضّــة

فـاخـضـع مـقـاما واتها متخشّعـا

واخفض جـناحك ذلــة أورهـبــة

فـالـحـق أولـى أن يُهاب ويُتبعــا

بـادر الـى شمس الحقيقــة أنــهــــا

يــومـا أشـارت والجموع تجمـعـا

هذا وزيري فـيـكـمـو وولـيكــــم

هـذا علـيّ فـارتـضـوه مرجـــعـا

حيث ارتـقــى مـابـيـنـهم ويمينـــه

تـعـلـو بـكـفّ بـالجلال ترفعــــا

والـنـاس أمــواجٌ أحـاطـت منبـــرا

جــبريـل نــادى أن يشاد ويرفعـا

وتـوافـدو كلّ يــبــايـع راضيـــــا

ويـقـول قـولا بـالـولايـة مجمعـــا

لــكـنـهم نـكـثـو ومازلنـــا هــنــا

بالعــهـد نأبى أن نحيــد ونرجعـا

اليـوم يـومـك يـاعلي وهــــــــذه

أفـواجـنـا تـرجو لـنورك مطلــعا

لا لـن نـفـارق رايــة مـعــقــــودة

بـيـمــين مـن للباب يوما مزعـــا

مـن بـعـد مــا هـزّ الفرنــد بصولة

ولـمـرحـب كأس المنيــة جرعــا 

من ذا الـذي فـي ضـربة مثبوتـــــة

قـد فــاق أعــمـال البرية أجمعـا

من شـق عـمرا حـين جــاء مبارزا

وتـهـاونـت عـنـه السيوف تفزعا

من غــيرسـيـفـك يــاعلي برغمهم

ان جــاء ذكـرك ان يشع وينصعا

جــئـنـا نجـدد بـيـعـة مفروضـــــة

مـن دونـهـاعـنـا السبيل تقطعـــا

رجحت كفت من يحبك حظـــوة

مــاضـــره فـالحب دعوة من دعا

مولاي جـئت وفـي فـؤادي نـفـثـة

تـغـلــي فتحرقني وأشعــاري معا

فـلــيس لـــي الا ولاك فـضـمـنـي

واسمع شكاتي بل أعرني المسمعـا

صرنا كما بعد الرسول تـفـكـكــا

وتــبـلـبـلا وتـمـلـملا وتضعضعـا 

أين التعاضـد و الـتــآخــي بينـنـــا

صـــرنا لأحـقـاد التفرق مرتعـــا

أين التـآلف والـتـقـارب هل غدى

ذكــر تـولـى في الزمان ومــدّعى

أيـن الـمـودة في الرسـول وآلـــــه

أتــرى مـحــال أن تعود وترجعـا

حبــل الولايـــة في عـلي وولـــده

أتـــراه مـن وهـن اليقين تقطعـــا

أتـرى نـسيــنـا أم تـنـاسينــا الذي

بالأمــس يـجمعنا وكان مشجعا

أهل ألفنـــا للـتـبـاعــد بــيـنــنـــا

وقـلـوبـنـا تهوى البطين الأنزعـا

أن كــان للأحســان فيـنـا بـــذرة

فــالطبــع دومـــا يغلب المتطبعــا