وما زلت  في لقيا حبيبيي  أرغب       فقد شفني شوق من الوجد يلهـب

برغمني أراني شاحـبـاً متربـصـا     أُسمر عـيـني  للـطـريق  وأرقــب

لـعلي بـمن يسدي إلـيَّ نصيـحةً      ويـرشـدني عـمـن أريــد وأطـلـب

وقـد زادنـي بُأسـًا بـأنـيَ كـلمـا       أُناشـد من يـأتـي إلـيَّ  و يذهــب

يشيــر ويومي باللإجابة نافـيـاّ        وعن جهله بالأمـر يـبدي ويعرب

وقـد سائلتـنـي عن هموميَ مـرةً       طريـة عـودٍ كم  تثـنـّى وتـلعــــب

فـقـد هالـها لـمّـا إلـيَّ تـقـدمت       بوجه صـبـوحِ كـل مـافيـه يسلب

راتني أغض الطرف عنها واحجب   وعند ابتسامت ثغرها كنت اقطب

وكـانت قبيل  مـجيئهـا بعثت شذاً   يـعـطـر هـبـات النسيـم ويوهـب

وتسمع من بـعـدٍ تـغني حجالها       لتنـبـيك ان الريم منك سيـقــرب

وكانت إذا مـالت شمـالا أعادها       يمينـا تـثـني قـدها وهـي تـعـقب

يـميس فـتـتبـعه العيون تـعـجبـًا     بكل اتـجـاهٍ حـين تأتيـك يذهـب

إذا أقـبـلـت يغريك إملود قـدها       وإن أدبرت يمنعك من ذاك أعقب

وإن قربت خلت الجمال بصدرها       ككفان مُـدت بالضـيوف تـرحــب

وإمـا رنت حكت الرشـى متوثبا       وإما قـعت أنت الذي  يـتـوثـــب

قالت وقـد لاح الجمال بـمبســمٍ      إذا أشرقت مـنـه ثـنـايـاه  يعـذب

ووجـهٍ كوجـه البـدر حين تمامه      إذا ما رآه البدر يـخـفـى ويحجب

أيـا أيُّ هـذا ما لـفـكـرك تـائــهٌ      ووجـك مـصـفــرٌّ ولـبّـك مـسـلب

أمامك سـرٌّ للـحيــاة يُــرى بــه       محاسن هذا الكون ما فيـه يرغـب

أمـامـك كالعـقد المشعـشع ضوءه      أمامك لا تـرنـو إلــيـه وتـغــــرب

وأنـك تـعـلم لـو أُشـير بإصبعـي       ستسجد هـامات العُـلى تـتـقـرب

ويـا أيُّ هـذا كـم قلوبٍ تحطمت      على قدمي تـرجـو الوصال وتطلب

أراك بـعيـدأَ عن هـواي مـلازمـاً      هواك الذي مـازلت لقيـاه تحسـب

ايا أيُّ هـذا  صف حبيبك أنـني        لـمـا بك من أمـرٍ لرؤيـاه  أرغـب

فأجبتها وعيـونـهـا في مـقـلـتي       تساءل عن ذاك الـحبـيـب وترقب

وتسْـتجـْدني في صمتها وقطوبها       ينـم عـن الإعـجـاب بل  يتعجـب

وجالت بعينيهـا بعـني وقـربت       فـفاح الشـذى من مـبسـمٍ يتصبب

ولـمـا دنـت مـنـي بـغــير إرادةٍ       شعرت بأنـفاسٍ تـجـئ وتـذهــب

تلامس وجهي في حنان بدفـئهـا      ولكن ما بـي  من هـمـومي يغلــب

فقلت لها كالشمس حين طلوعها      بل‎الشمس تغضي‎حين يبدو وتغرب

بل البدر ثم الأنـجم  الزهر بعـده      وأنوار  هذا الكـون  للأصل  تنسب

هو  الأصل  للأنـوار بل هو عـلّةٌ       لها  كل هذا الكون  لولاه  غيـهب

هو  النور  من  آل   النبي  محمدٍ        فقـد  كان  في  أصلابـهم  يتقـلب

يطل على هذا  الوجود  بـعصبـةٍ       تشـع  بأنوار ٍ ويـحـدوه  مـوكـب

ضيـاء اً يعم الـكون  قـاطـبـة  به       يـشع بـهاء اً  مثل ما شع كوكب

ينـادي بأخذ الثأر من كل ظالـمٍ       ويشهر  سيـفا  للطغات  يُـصـوب

يلاحقهم في كل جحر ببـأســــه       وحتى الـى اعـوانـهـم  يـتـعقـب

اذا سل سيـفا فيـه لأبن مـحمــد       دمــاء ا  بـحديه الى الآن تلـهـب

دماء ا ييوم الطف سالت فلم تزل      معـادا   لكل  الظالمـين  عصبصب

ويأخذ ثار السبط من كل فـاجـر       يجرد سيـفا في الجماجم يـضـرب

وينشر عـدل الله في كل مـوطـنٍ       ويـجـتث أسَّ  الظالـمين ويـثـلـب

فتخضر منه الأرض بعد يبابهــا       وتنبت  أزواجا  بهاجا  وتـقـشب

فقل للأولى في القدس موعد نصركم تـباشيره لاحت لـكـم فـتـأهـــــبــو

وشدو على الأيدي بكل عزيـمـة       ورصـو   صـفـوفكمو  ولا تتهـيبـو

ولا تسأمـو مهـا ابيد شبابــكـم        فإن انتصار الحر بالدم يـكـتـــب

وأمجاد كل الثائرين  تـشـيـدت       بمـا يعطي طوفان الدماء ويوهــب

بـيـارق حـمـراء تـرف كـأنــهـا       شعيـلات نارٍ من  بعيدٍ تهـبهـب

تشير الى القدس الشريف تفاخرا        أن  تلكمو   بدم  الفدى  تتـنـقـب

ويفوح من  أشجارها  وزهورهــا       نفح   الدما  أزكى  شـذاه  وأطيب